زهرية مراكش مراسم تقطير ماء الزهر- الدورة الثالثة عشرة
زهرية مراكش موسم تقطير ماء الزهر تعود من جديد، وزهراتها البيضاء تعلن عن كرامة ربيع استثنائي فواح. يعبق شذاها في كل رحبة حيث تصارع الزنبوعة، هذه الشجرة المباركة وتجود بنفحات ناعمة. فالنساء اليقظات وعُشاق أوقات تأتي بغثة وتمضي سُرعة في انتظار حثيث والمدينة كافة. فهذا الإبّان أشد وقعا على القلوب من فصل الربيع بل هو ذِروٌ من قول المدينة، تخاطب به أهلها وعابري أرجائها: هذا زمان ناشق شميمها يتعرض لنفحات أُنس بمثابة دعوة إلى عالم غمره البهاء والصفاء. في مساجدها وزواياها، في رياضاتها وشوارعها. يعود ” تقطار الزهر” كل سنة للاحتفال بالربيع بين أسر مراكش. تتعاهد الأوساط النسائية هذا العمل الحضري الجميل بشكل رئيس ويتحدر من أمد بعيد في تاريخ المدينة.
تتعاهد نساء مراكش هذه المراسم العطرة المحتفية بالزهرة البيضاء الشذية، وتصونها بمحبة وشوق منذ أزمنة طويلة.
عندما تخرج النساء قطاراتهن من مستودعات بيوتهن بحلول فصل الربيع، فإنهن يستعددن بالفعل لإثارة لحظات من البهجة والغبطة في يوم الحفل. تجتمع الأسرة، صغارا وكبارا، حول الشذى الساحر لزهرة النارنج والرحيق الذي يقطر والسعادة الهائلة التي يتيحها. تحافظ الزهرية على ذاكرة ثقافية بهية متجذرة في المدنية، تمشي فوق رؤوس العصور. زهرية مراكش تربطنا من خلال جمالها وفوائدها الروحية والاجتماعية والاقتصادية ورفاهها في هذه المناسبة، بما يحركنا نحو الوجه المشرق لثقافتنا ويستحق أقصى قدر من الاهتمام.
وتشارك نساء مراكش في عملية التقطير في منازلهن أو في التعاونيات، أو بمبادرة من الجمعيات التراثية أو المنظمات الثقافية، بما في ذلك المتاحف وغيرها من المؤسسات ذات الصلة بالصناعات الثقافية والعمل السياحي.
بادرت جمعية منية بمراكش باستنباط هذا العيد الجديد وتسعى إلى توسيع دائرة المهتمين المحبين من خلال دعوة المدينة والمجتمع المدني لتبني هذا الموسم رسميا. قبل كل شيء، طورت الجمعية هندسة ثقافية مبتكرة تحول هذا الاحتفال العائلي والخاص إلى حدث ثقافي واحتفالي كبير يعزز من شأن المدينة. يشمل العرض البعد العلمي والحرفي والأدبي والتذكاري والموسيقي وبالتالي يسهم في اعتماده من قبل أهل المدينة لأكثر من عقد من الزمان بالفعل. والهدف من ذلك هو إقامة موسمية في مراكش اقتبالا لفصل الربيع. نعتقد أن مبادرتنا لتعزيز المدينة بمثل هذه الموسمية هي ممارسة حضرية فضلى تعزز التجديد الحضري للمدينة. وقبل كل شيء، تمنح مكانة عالية جديدة تعزز إشراقات الحاضرة.
حفل الزهرية هو مناسبة مواتية تجود بقدرة هائلة على إعادة خلق الصلات الاجتماعية بين الناس داخل الأسرة الواحدة، في المجتمع وبين الآخرين.
تتشرف جمعية منية مراكش وشركاؤها المحتفون بهذا العيد الجديد بأن صار يتمدد ويصل صداه القاصي والداني فهذه مناسبة طيبة تُتيح للمدينة فرصة سانحة للتعريف ببسائطها الثقافية التليدة.

للاطلاع على برنامج الدورة الثالثة عشرة من زهرية مراكش. المرجو مسح الصورة التالية :
