سماع مراكش الدورة 11 “حاضر ومستقبل المدن العتيقة”
ندوة:“حاضر ومستقبل المدن العتيقة معرفة التراث المعماري والعمراني وذاكرته في المغرب الكبير والشرق العربي“
معرض:
رسوم وأشكال المدن العتيقة المغاربية
الدورة الحادية عشرة :
مراكش من 19 إلى 23 أكتوبر 2022
بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل
ســـمـــاع مــــراكـــش للقاءات والموسيقى الصوفية
نظمت جمعية منية مراكش سماع مراكش للقاءات والموسيقى الصوفية، دارت أعمال هذه الموسمية حول قيم مستمدة من العمل الروحي المغربي وأفقه الكوني.
وجرت أحداث هذه الدورة وفق برنامج متنوع يصل في الآن نفسه بين عروض الندوة حول التراث المبني للمدن العتيقة والقصبات وامتداده في معرض الذاكرة والتراث المعماري والحضري، وسماع السماع والصبوحي مجلس طرب الآلة الصباحي بقبة المنارة، كل ذلك في جو روحاني يسهم في معرفة طرق الانفتاح والسماحة والوسع في الثقافة المغربية.
يطمح سماع مراكش إلى الحفاظ على السماع الصوفي الذي هو تراث فني عالمي، ثقافي وروحي، وذلك من خلال هذه اللقاءات، والمذاكرات والإنشاد. يتيح هذا التراث الحي فرصة مواتية للتأمل ويبرز للجمهور معاني التفكر والتهمم بالكرامة الإنسانية، فمن أهداف سماع مراكش التعريف بقيم الهُوية والتقاليد الثقافية والروحية بالمغرب وتفهيمها ومن ثَم الاستجابة للحاجة الروحية للجمهور والكشف عن الحكمة وعن تعاليم كبار شيوخ الصوفية عبر التاريخ.
مـيــراث للــزمـن الآتــي:
تنفرد مدينة مراكش بين المدن العربية بذكرين اثنين في سجل التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو عامي 1985 و2003. وبعد سنوات قليلة ستخلد بهجة المدن ألف عام على تأسيسها. وتعمل اللجنة المنظمة لسماع مراكش على أن تواكب بالفكر والنظر والاقتراح والمنهجية العلمية البرامج الملكية الكبرى التي تطال حاليا ̋ داخل السور ̏ لتثمين تراث المدينة العتيقة وتأهيله. وتعيش الحاضرة العتيقة حاليا زمنا متفردا بالنظر إلى عمرها المديد، فقد شُرع في إنجاز برامج واسعة الأكناف، إذ تم تجنيد وسائل مادية من ِقبل الدولة والهيئات المنتخبة وأُعْمِل عدد من الأوراش لا نجد لها نظيرا في ضخامتها في تاريخ المدينة الحديث. فينبغي فعلا الرجوع إلى غاية أواسط القرن السادس عشر لكي نجد عناية من قِبل عاهلٍ تُجَاري ما قدمه جلالة الملك محمد السادس للمدينة العتيقة.
إن مدينة مراكش وجنائنها تشهد على تاريخ المدينة فهي البصمة والأثر الشفاف للمجتمعات القديمة. وهي حصيلة لترسبات ممارسات اجتماعية وعمرانية وروحية عبر العصور والأزمان. تمثل نموذج ما تشكله المدينة الإسلامية فهي مجموعة متناغمة ومنسجمة يهيمن عليها قياس مشترك بين الناس وغرف السكنى والدار والحي والمدينة والمحيط الخارجي، معيارها الإنسان. ومن هنا نجد خاصيتها المنشطة والمطمئنة والمفعمة بالحرارة في العلاقات الإنسانية. لها الفضل في تيسير تعايش في فضاء صغير بين الساكنة والأنشطة التي تنتظم وفق نموذج جماعي يحقق التكافل المهني والاجتماعي.
تستعمل المدينة العتيقة بوفرة الإدماج النفعي والجمالي للماء في العمارة كما هو الحال في عشق الرياضات والجنانات والمنازل بوسط الدار. تظهر العمارة والصناعة الحرفية علاقة وثيقة بين النافع والجميل حيث تغيب الثنائية الحديثة التي تقابل بين التقني والفني. كما نجد أن معمار المدينة لا يٌقصي الروضات والمقابر والأضرحة من النسيج الحضري، ويدمجها في الحياة المألوفة
إن الغاية المتوخاة من عمل جمعية منية مراكش تفهيم التراث والتفكر بشأنه وترقية مقاربته وإصلاح مبانيه ومعاهده رعيا للمعايير العلمية المتعارف عليها بين الخبراء والعرفا كما تعمل على إحياء مضامينه.
جعفر الكنسوسي
إضافة تعليق